عن "المركز الثقافي للكتاب"، صدر مؤخراً "نقد المفاهيم" للمفكر المغربي عبد الله العروي، الذي يواصل من خلاله نقده المرتكز على التحليل التاريخي، والتأصيل المفاهيمي للحداثة عبر التخلّص من الأسئلة الزائفة والتعامل مع المصطلحات والمفاهيم الفلسفية وفق الممارسة الثقافية اليومية. في تقديمه للكتاب يشير إلى أن "المنطق إذن هو نتيجة التطور، فما يهمني هنا، هو العلم الموضوعي، في كل مسألة.. العلم الموضوعي لا يلغي ما سبقه من ميثولوجيا وفلسفة وثيولوجيا. قدر كبير من هذا محفوظ في المفردات والتراكيب والصور والرموز، في الاهتمامات والإشكاليات".
تقوم أطروحة كتاب "فكرة الغرب: الثقافة والسياسة والتاريخ" لـ آلاستَير بونيت (في سلسلة "ترجمان"، "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، ترجمة أحمد مغربي)، على أن الغرب من صنع غير الغربيين إلى حدّ بعيد، وأنَّ الشرق لم يقتصر على استيراد الغرب وتبنّيه من خلال نوع من التهجين؛ وأنَّ الثقافات غير الغربية كثيرًا ما بَنَت على نحو مُبتَكَر صورًا وتمثيلات للغرب تناسب حاجاتها السياسية في كلّ مرحلة. يحاول الكتاب الصادر، الإجابة عن أسئلة من قبيل: "ما الغرب؟"، "ما أصول هذا المفهوم؟"، "ما تاريخه؟"، "ما تجلياته المختلفة؟"، "ما علاقته بخصومه وصراعاته؟".
"البحر المجهول.. رسم خريطة شعرية" عنوان كتاب الباحث المغربي الإسباني فريد عثمان بنتريا راموس (1979) الصادر مؤخراً عن منشورات "ليتوغراف". يقيم المؤلف مفارقة بين توصيفه للمتوسط بـ"البحر المجهول" واللقب الشائع عن البحر المتوسط في اللاتينية Mare Nostrum أي "بحرنا" للدلالة على أنه أكثر البحار المعروفة سواء للتجّار أو المؤرخين. لكن راموس يقارب المتوسط من زاوية أخرى ضمن إشكالية تتعلق بالشعر، حيث حال تعدّد اللغات والتقسيمات الثقافية والسياسية (شمال/جنوب، شرق/غرب) إلى تفكيك البحر المتوسط إلى مجموعة فضاءات لا تعرف بعضها بعضاً وإن ادّعت ذلك.
"المؤرّخون والكتابة التاريخية في الجزيرة العربية" كتاب صدر مؤخراً للباحث محمد عبدالله الزعارير عن "دار جامعة حمد بن خليفة". يوضّح العمل الدور الذي لعبه عدد من الكتّاب من أبناء الجزيرة العربية في تدوين تاريخ منطقتهم خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجريين، ما يقابل القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ميلادي، وهي مرحلة أساسية شهدت دخول مؤثرات سياسية متنوعة إلى المنطقة مع تعدد القوى السياسية المحلية. يرصد المؤلف أيضاً تأثير الانتماءات المذهبية والقبلية في هذه الكتابات خصوصاً أنها صارت مصدراً أساسياً في الكتابة التاريخية المعاصرة.
"يراعات طاغور.. شذرات شعرية صوفية" عنوان الكتاب الذي صدر عن دار "نهضة مصر" في القاهرة، ويضمّ ترجمة لمقطوعات شعرية استوحاها الشاعر الهندي (1861 - 1941) من التراثين الياباني والصيني ونشرها عام 1928، ونقلها إلى العربية رياض حمادي. يلفت المترجم إلى أن "يراعات طاغور تتشابه مع شعر "الهايكو" في استنباطه جماليات الطبيعة من حولنا، فهي تُعنى برصد تفتّح الزهور، وحركة الفراشات، وشروق الشمس والقمر والليل وغيرها، مجسداً عبر كلمات قليلة منمقة ومختزلة حركة الكون وسكونه بلغة تنعش الذائقة الجمالية للقارئ وتعطيه السلام النفسي ممزوجاً بلذة الحلم بعالم أفضل".
صدرت حديثاً طبعة ثانية من كتاب "تاريخ الاحتلال العسكري منذ 1792 حتى 1914" عن "منشورات جامعة إدنبرة" لأستاذ العلوم السياسية بيتر م. ر. ستريك، الذي يقدّم دراسة مقارنة للاحتلالات العسكرية منذ القرن الثامن عشر، وكيف تطوّر التعامل معها في أدبيات المستعمِرين والمستعمَرين وفي الكتابات التاريخية عبر تسلسل يتخذ حروب نابليون مدخلاً لها. يقارب الكتاب عدّة نماذج للقوى الاستعمارية مثل فرنسا وبلجيكا وبريطانيا وبروسيا وروسيا، والنزاعات التي دارت في المستعمرات وحولها كالحرب الأهلية الأميركية، والحرب الروسية التركية، والحرب الفرنسية البروسية.
"فلاسفة الأندلس: سنوات المحنة والنفي والتكفير" للباحث عبد الرشيد المحمودي كتاب صدر حديثاً عن "الدار المصرية اللبنانية"، ويتناول سير ثلاثة من كبار الفلاسفة وهم ابن باجة، وابن طفيل، وابن رشد، ليتناول من خلالهم قضايا الغربة والتغريب والتكفير بالرجوع إلى كتاباتهم التي حاولوا من خلالها الرد على خصومهم، وفي مقدمتهم الغزالي. كما يناقش كيفية انتقال فلسفة ابن رشد إلى أوروبا في القرن الثالث عشر، وكيف تعرّض هناك لمحنة أخرى ولاضطهاد من نوع آخر، في سياق تحليله للسياقات التي حكمت العلاقات الثقافية آنذاك بين العالم الإسلامي وأوروبا.
عن منشورات "لا فابريك"، صدر مؤخراً كتاب "الأزمنة الحديثة: الفن، الزمن، السياسة" للمفكر الفرنسي جاك رانسيير الذي يواصل في هذا العمل ما عُرف عنه من دمج معارف تبدو متباعدة مثل الفلسفة والثقافة الشعبية والسينما والعلوم التجريبية والأحداث السياسية، ومن خلال هذه المقاربة العابرة للتخصّصات يسائل مجموعة من القضايا بعضها راهن مثل عودة الثورية السياسية في فرنسا، ومنها ما هو كلاسيكي مثل قضية الزمن والشعور به. يُذكر أن هذا العمل يصدر بالتزامن مع عمل آخر بتوقيع رانسيير بعنوان "طريقة الركح"، وهو حوار مع الباحث التونسي عدنان جدي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق