زمجرة الحب وسلم الأقدار

*زمجرة الحب وسلم الأقدار *

تولد الكائنات الحية مرة واحدة
وكسرت القاعدة وولدت مرتين
واحدة من رحم أمي
عندما إنقطع منها حبلي السري
وأخرى من رحم قلبك فعقدت بحبل الوتين
لهذا أعيش طفولتي مرتين
أدركت هذا عندما إبتعدنا لفترتين
واحدة هربت فيها إلى الطفولة الأولى بحنين
وأسترجعت شريط حياتي مع أمي
لأنها الوطن الأول والحضن الأمين
لكنني كنت أطل على أطلال ذكرياتي
في صمت كان يدفن حبي
ثم في زمجرة يكسر الأنين
فيبرق ويرعد ويرتوي كالسجين
من وراء قضبان الحنين
بأطياف أحلام للعشق الدفين
وتنكسر أحيانآ الأطياف ويرتفع صوت الأنين
في زنزانة الشوق المكين
فتحتضر الروح ويحضر الكفن
وتعزف الأبواق لحن الدفن
لكنها الطفلة تلك تنسلخ الآن
من رائحة الاحتضار ودرجات سلم الأقدار
كمجاهدة قديرة لايشق لها غبار
لاتعرف الهزيمة طريقها سوى الإنتصار
فتركع القدر في خجل بإستمرار
وتعود مكللة بالأزهار
لتسكب عطرها في كل الأنهار
ويرتشف طائرها النبيل ندى الأزهار
فيصدح بتغاريد كأنها مزمار
يدهل منها الإنس والجان
إلا قلبي يبتسم فتتفتح براعم الأوردة كما الشريان
كأنما توج للحب سلطان
كيف لا وقد احتضنه قلبك أجمل إحتضان
ليهدأ كما الطفل في صدرك ياأروع الأوطان

بقلمي صورية حمدوش /الجزائر